بقلم / د. أيمن نور .. عندما تلعب العصابه

امس بثت قناة "الجزيره" خبراً مفاده قيام منظمه تدعى الدفاع عن حقوق الشرطه بتقديم بلاغ ىللنائب العام ضدى تطالب فيه محاكمتى محاكمه عاجله لقيامى بتهمة تحريض الشعب المصرى ضد جمال مبارك والدعوه لعدم انتخابه !!

.. وأول أمس تدخلت أجهزة الأمن لمنع بث لقاء على الهواء معى علي قناة الحره عبر وكالة أى بى وكان اللقاء عن حملة جمال مبارك فى نفس الوقت سمحت الأجهزه الأمنيه ببث لقاء مع قيادى بالحزب الوطنى من القاهره وفى نفس البرنامج وذات الوقت !!

.. هناك عصابه تدير ملف مواجهة التوريث وعندما تلعب العصابه ، تصبح كل المحظورات لديها مباحه وتتحول الجرائم إلى انتصارات !!

فلا عاصم من منطق العصابة في إدارة الدولة إلا الرقابة!! فإذا غابت ، غابت شرعية السلطة!! وغاب معها شرف وقواعد اللعبة!!

.. ونحن الآن في مصر نعيش زمن العصابة التي تحكم مصر، وتدير شئونها، وفقاً لما تراه هذه العصابة ومعها الأمن والإعلام الحكومي وشبه الحكومي.

.. العصابة التي تحكم مصر لا تعرف سقفاً للتصعيد في الخلاف، ولا حداً أدني من التدني فيه، فكل الأمور يحكمها قانون العصابة أو شريعة الغابة!

.. كل خصم سياسي هو عدو للعصابة، والعصابة هي صاحبة الوطن والمتصرفة في أموره وإعلامه وبالتالي فهو عدو للوطن، حياته مستباحة وحقوقه مرهونة بإرادة قادة التشكيل العصابي، لا قانون ولا دستور، ولا عقل ولا منطق غير منطق الغابة والعصابة.

.. عندما دخلت السجن أول مرة في 29 يناير 2005 قلت مقولة باتت ذائعة بعد سجني وهي: «من يدخل الغابة لا يخشي حفيف الأشجار»!!

.. كنت أتحدث عن «حفيف» وليس عن «طعنات» وجراح غائرة تغوص فيها نصال السلطة، وتلوثها بأسلحة محظورة أخلاقياً، وبإعلام الخديعة والتلفيق والنصب!!

.. في عزاء التقيت مسئولاً ـ عارفاً ببواطن الأمور ـ ودار بيننا هذا الحوار :

.. سألني: كيف أنت الآن؟

.. قلت: في خير ـ رغم الضيق والتضييق ـ والحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه!!

.. قال: أنت تدفع ثمناً باهظاً لاختياراتك!! فأنت الذي اخترت المعركة ومستواها.

.. قلت: مقياس شرعية السلطة أن تكون قادرة علي خوض معارك مع منافسيها أو معارضيها، وليس في أن ترتكب في حقهم الجرائم!! التي تلوث أيديها بالمحظور من الأفعال والمستنكر من التدخلات في حياة الناس!!

.. قال: عليك أن تعترف بذكاء الخصم، ولا تنكر عليه حقه في المواجهة بكل ما يملكه من أسلحة!!

.. قلت: يا سيدي لا أظن أن حرماني من العمل والتدخل الثقيل في حزبي وفي حياتي سلاحاً مشروع في معركة سياسية !! وكذا الاستخدام غير الأخلاقي للإعلام الحكومي وشبه الحكومي في الترويج لأكاذيب.

.. قال: المعارك المفتوحة لا تعرف الخطوط الحمراء، وقد كنت أنت من بدأ بتجاوزها، فلماذا تضيق بأن يتجاوزها خصومك معك؟!

.. قلت: أفهم من حديثك أنه اعتراف ضمني بمسئوليتكم كحزب ودولة عن كل هذا الهزل؟!

.. قال: هذا ليس دورنا، لكنه دور أحد الأجهزة التي تعمل استقلالاً!!

.. قلت: لكن هذا الجهاز يتبع الدولة والحزب!! والمسئولية أمام الله والتاريخ في رقبتكم جميعاً.

.. قال: بل يتبع الوزير «فلان» ولا دخل لنا فيما يقرره أو يقوم به، حتي لو لم يصادف هوي - أحياناً- لدينا!!

.. قلت: وما دور من أتي بالوزير، ويحميه، ويحمله علي أن يستمر فيما هو متورط فيه!!

.. قال: لا ذنب له، فلا شأن له بالتفاصيل، فليس منطقياً أن قرار حرق مكتبك أو «منزلك»!! أو تجميد عضويتك في نقابة، سيعرض علينا أو عليه!! هذه تفاصيل يديرها الوزير!!

.. قلت: ومن يحاسب الوزير علي كل هذه الأوزار؟!

.. فقال: هذه ليست أوزاراً بالمعني الصحيح لماذا لا تسميها انتصارات تحسب له لا عليه؟!!

.. قلت: لكنها انتصارات خارج ساحة المعركة، وخارج حدود العقل والخلق والشرع والقانون!!

.. قال: المعركة تلغي مثل هذه الخرافات كل الأشياء هي إذن مباحة.

وعليك أن تقبل بقواعد اللعبة..

.. قلت: بل علينا أن نعلم من الآن أنه لا أمل في إصلاح أخلاق اللاعبين، فالأمل الوحيد الآن هو أن يتغير رئيس اتحاد اللعبة وأعضاء الاتحاد وقانونها وقواعد المنافسة فالعصابة لاتعرف اللعب بشرف!!